اهزم الأزرق بالإسفين الأحمر
أثناء عملي في تصميم إحدى المعارض ، لفت استلهامي لوحة للفنان إل ليسيتزكي “إهزم الأبيض بالإسفين الأحمر”، لكن لم يتسنى لي الوقت بدراستها الى بعد حين ، أثناء عملي الفني الجديد المستلهم منه.
بدايةً، تاريخ اللوحة بدء يرجع الى مطلع القرن الـ٢٠، ففي عام ١٩١٣ أسس الفنان كازيمير مالڤتش حركة فنية جديدة في موسكو وسميت بـ الـتـفـوقـيـة أو الـسوبـرمـاتيةСупрематизм (بالروسي) | Suprematism (بالإنجليزية)
وتدعو فيها على التخلص من معطيات الفنية المثالية آنذاك ، والتركيز على سموّ التجرد. والمقصود من الحركة هو تخلص من المعاني الرمزية أو عقلانية والتقدم الى النقاء والخلاصة لدفع روسيا الى المستقبل. رغم أن الحركة فنية لم تعش أكثر من ٥ أعوام، لكنها عملت أثرًا كبيرًا في تاريخ الفن الأوروبي حيث إستلهمت حركة الباوهاوس وحركة الدي ستايل.
في منتصف تاريخ الحركة ، أثناء إندلاع حرب الأهلية الروسية ، أخرج الفنان اليهودي-روسي إل ليسيتزكي أولى لوحاته الدعائية (والتفوقية) للحرب التي أصبحت إحدى أهم اللوحات في القرن ال٢٠: “إهزم الأبيض بالإسفين الأحمر (١٩١٩)”. يرينها خلالها مثلث أحمر (الإسفين) ، وهي ترمز لجيشه الروسي الأحمر، كما لو أنها تتولى زمام الأمور ضد الدائرة البيضاء الذي تم اختراقه ، هو الجيش القيصري الأبيض “القديم”. تمثل الرسمة خريطة عسكرية ، نرى خلالها تجمعات “عسكرية” للجيشين، لكن الأحمر في وضعية حركة والهجوم أنحاء الصورة ، ونرى الكلمات الأربع بالروسية (من اليسار الى اليمين: إسفين ، أحمر ، يهزم ، أبيض) في زاوية الهجوم للتأكيد. نرى خلالها قدرة إل ليسيتزكي على التعبير عن المشاعر أو الآراء ببساطة عن طريق تطبيق الأشكال الهندسية في الفن.
ومستوحى تحديدًا من عمل الفنان إل لستتزكي في التفوقية استلهمت من هذه اللوحة بصريًا في عملي الفني مناصرةً ضد الاحتلال على الأراضي المقدسة ، ووجدت أنها مناسبة تحت رقابة الحجب في الغرب وعبر الإنترنت على سرد واقع الإبادة. ترمز تفاصيل اللوحة على أحداث واقعية.
