قصيدة من الأويغور — عندما نلتقي لعبد الرحيم هييت

Ibrahim Al Balushi
4 min readJun 7, 2021

--

بقايا مئذنة — صورة بتاريخ 6 مايو 2021. رويترز / توماس بيتر

اقتصاد العالم بعد أمريكا — وحيث إتهمت واشنطن بأن ما يفعله الصين للمسلمين هو تطهير عرقي كما فاعله النازية لليهود — وأمريكا لم تتهم الصين بسبب حبها للمسلمين والخير، بل لأن الصين منافسة الأولى لهيمنة أمريكا على العالم

تتهم جهات عديدة الصين باحتجاز مئات الألوف من أفراد أقلية الإيغور المسلمة دون محاكمة في إقليم تركمنستان أو كما تسميه الصين شينجيانغ (الحدود الجديدة) غربي البلاد. تنفي الحكومة الصينية هذه الاتهامات، وتقول إن اولئك الإيغور يحضرون طواعية إلى “مدارس” خاصة تكافح “الإرهاب والتطرف الديني.” .وكما ورد في تقرير من البي بي سي: يقنط في أقليم شينجيانغ نحو عشرة ملايين من المسلمين الإيغور. ويتكلم هؤلاء بلغة تركستانية، التي تكتب بالأحرف العربية، وهم يشبهون بالشكل شعوب آسيا الوسطى أكثر إلى حد ما مما يشبهون الهان الذين يشكلون أغلبية سكان الصين. يذكرنا كثيرون هنا بأن مدينة كاشغار الواقعة جنوبي شينجيانغ أقرب جغرافيا إلى بغداد مما هي إلى العاصمة الصينية بكين — كما تبدو أقرب ثقافيا إلى العاصمة العراقية في بعض الأحيان. هم مسلمين، وثقافتهم ومعمارهم أقرب للعربية و الفارسية من الصينية، ويتعرضون لأشد أنواع التعذيب لم يره العالم منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية

وكما قال نبينا محمد ﷺ

مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر

إنه وصف عميق لأصحاب الإيمان الذين يعرفون قيمة الروابط الدينية والإيمانية والإنسانية , تلك الروابط التي ترقي كل رابط آخر في الدنيا ويثاب المرء باستمساكه به. لقد حطمني رؤية المئذنة وما اللذي يحدث لهم. ليس فقط من صفقاتي الدينية كمسلمة ، ولكن أيضًا كإنسانية. لا يوجد شيء يمكننا القيام به كمستوى فردي سوى مقاطعة الصين — ومحاولة تقليل من شراء المنتجات الصينية — خاصة التي تستعمل عمالة الإيغور قسريا. و علينا تذكير الناس بما يحدث لإخواننا في تركمنستان

عبد الرحيم هييت (ئابدۇرېھىم ھەييىت)

عبد الرحيم هييت من مواليد( ١٩٦٢) هو مطرب وملحن شعبي من الأويغور. اشتهر عبد الرحيم بأدائه على آلة الدوتار ، وهي آلة تقليدية ثنائية الوتر (فارسية الأصل). تم اعتقاله من السلطات الصينية بعد أداءه لأغنية مستندة إلى قصيدة تقليدية من الأويغور تدعو الأجيال الشابة إلى احترام تضحيات أجدادهم. وحُكم بالسجن لمدة ٨ سنين ولكن في ٢٠١٩ أفادت وسائل الإعلام التركية ، في البداية ، أنه توفي في الحجز في أورمكي بعد تعرضه للتعذيب ومن ثم نشرت وسائل الإعلام الصينية مقطع فيديو يزعم أنه يظهر عبد الرحيم في ذلك اليوم ، مع ظهور الرجل قائلاً إنه “بصحة جيدة” وأنه “في طور التحقيق معه بزعم انتهاكه القوانين الوطنية. أن التسجيل بدا وكأنه مكتوب وأظهر علامات مشابهة للاعترافات التي تعرض فيها الأشخاص للتهديد أو التعذيب. ولا يوجد أي خبر مستجد عنه منذ أكتوبر ٢٠١٩”.

جذبتني اللغة و الثقافة وفن إلقاء القصائد الشبيه جدا لثقافتنا العربية والفارسية والتركية ، وأثناء بحثي عن قصائد باللغة الأويغورية ، وجدت هذه القصيدة وأغنية لشاعر تجاه وطنه المحتل في قيد التفكك والضياع. وشعرت أنه أقل ما أستطيع فعله هو مشاركة وترجمة هذه القصيدة لنشر التنوع الجميل والتشابه بين أفراد أمتنا وعالمنا

طلع الفجر وأنا أرى سلطاني

قلت: هل انتِ السلطان؟ قالت: أنا لست كذلك

اشتعلت عيناها بالنار ويداها احمرتا بالحناء

قلت: هل انتِ (كوكب) الزهرة؟ قالت: أبدا-أبدا

قلت: ما اسمك؟ قالت: إنها إيهان

قلت: اين بيتك؟ قالت: إنها توربان

قلت: هذا على رأسك؟ قالت: إنه وداع

قلت: هل أنت متفاجئ؟ قالت: أبدا-أبدا

قلت: إنه يشبه القمر. قالت: تقصد وجهي؟

قلت: هم نجوم. قالت: تقصد عيني؟

قلت: يشتعل النيران. قالت: تقصد كلامي؟

قلت: هل أنتِ بركان؟ قالت: أبدا-أبدا

قلت: أين منحدرات العشب؟ قالت:، هم حواجبي

قلت: أين القنادس؟ قالت: هم شعري

قلت: أين الخمسة عشر؟ قالت: أن هذا هو عمري

قلت: هل انت حبيب؟ قالت: أبدا-أبدا

قلت: أين البحر؟ قالت: إنه قلبي

قلت: أين الجمال؟ قالت: هم شفتي

قلت: أين الحلاوة؟ قالت: إنه لساني

قلت: هل لي أن أتذوق؟ قالت: أبدا-أبدا

قلت: هناك سلسلة؟ قالت: إنه على رقبتي

قلت: هناك موت؟ قالت: إنه في طريقي

قلت: والأصفاد؟ قالت: إنه على معصمي

قلت: هل انت خائفة؟ قالت: أبدا-أبدا

قلت: لماذا لا تخافون؟ قالت: عندي الله

قلت: ماذا بعد؟ قالت: لدي شعبي

قلت: ماذا أكثر؟ قالت: لدي روحي

قلت: هل أنت راضية؟ قالت: أبدا-أبدا

قلت: أين الأمنيات؟ قالت: هم وردتي

قلت: والحرب؟ قالت: إنه في طريقي

قلت: من هو أوتكور*؟ قالت: هو يدي (خادمي)

!قلت: هل تبيعونه؟ قالت: أبدا-أبدا

ملاحظة: هذه ترجمتي المتواضعة بناءً على الترجمة التركية من النص الأويغور الأصلي

الشاعر، أوتكور، يتحدث عن وطنه — تحت ستار عشيقته ، حتى يتمكن من خدع الرقابة الصينية التي حظرت كتابة القصائد الوطنية للأتراك الأويغور. القمر والنجم هما علم الدولة تركمنستان. وعمرها ال١٥ هو عمر الدولة قبل الاحتلال. وهذا التشبيه لطالما تكرر في قصائد رثاء الوطن تحت الإحتلال ، كما في أغنية شل شل علي الرمان لمارسيل خليفة

و أختم بإقتباس من محمود درويش

تصبحون على وطن

لمزيد من المعلومات عن ما يحدث في مجتمع الأويغور https://www.aspi.org.au/report/uyghurs-sale

--

--

Ibrahim Al Balushi
Ibrahim Al Balushi

Written by Ibrahim Al Balushi

Industrial & Exhibition Designer. Ex-Traveler. Interested in Islamic aesthetics, languages, museums, culture, mental clarity and chai

No responses yet